قبل حرب اكتوبر 1973 وأثناء مرحلة اللا سلم واللا حرب أطلق الرئيس الراحل أنور السادات تهديدا ناريا ملفتا لاسرائيل عندما قال "العين بالعين والسن بالسن والنابالم بالنابالم".
استغرب البعض حينها التهديد بالرد بهذا السلاح الحارق الذي كانت اسرائيل تمتلكه وتملأ به مواسير تحت الأرض على الجانب الشرقي من قناة السويس، لتحرق المصريين إذا حاولوا عبور ذلك المانع الصعب.
لكن مهندسا مصريا اسمه أحمد مأمون اخترع مادة تتجمد في الماء، وليلة العبور العظيم قامت الضفادع البشرية بوضعها على فتحات مواسير النابالم، ففشلت أوامر موشيه ديان وزير الحرب الاسرائيلي وقتئذ في اشعال حريق واحد.
القوتان الكرويتان الرئيسيتان استعلمتا قنابل نابالم في حرب الصفقات التي بدأت بنهاية الموسم المنقضي. كل منهما تريد أن تحرق الآخر وتشوي جلده وتطحن عظامه!
الأقلام انتقدت السياسة الاعلانية عن الصفقات في الزمالك التي جعلت قنابل النابالم التي يمتلكها عدلي القيعي هي القادرة وحدها على الاحراق وتجفيف المنابع!
عباس لم يتأثر ولم يحرك ساكنا ولم يبرر فشل هذه الصفقة أو تلك، لكنه فاجأ الجميع بقنبلتي نابالم حارقتين ردا على نابالم الأهلي، دون أي اعتبار للقيمة المالية.. فإذا كان النادي الأحمر اقتحم سوق اللاعبين والمدربين بأسعار خيالية لا تصدق ولا رادع لها، فلماذا يكون ذلك وقفا عليهم فقط ؟!
حتى هذه اللحظة فان الزمالك حسب موقعه الرسمي وصل إلى المراحل النهائية في صياغة الاتفاق الخاص مع المدرب الايطالي الكبير ألبرتو زاكيروني، وأنه سيصل اليوم السبت لوضع اللمسات النهائية على التعاقد الذي سيعلن في مؤتمر صحفي.
هذا المدرب الذي عمل مديرا فنيا لأندية اتسيو وانتر ميلان وميلان وأخذ الدوري الايطالي في نهاية التسعينات يمتلك سيرة ذاتية رائعة، تسبقه إلى مصر.
ثم جاء النابالم الثاني ممثلا في اجوجو حيث أعلن عباس أنه بات قريبا من الأبيض بمليون دولار أو يورو، وبعد ساعة واحدة عاد الزمالك ليؤكد هذا الاقتراب في بيان رسمي جاء لينفي تصريح في بعض وسائل الاعلام لمن قال إنه مدير أعماله، بأنه في طريقه للانضمام لنادي اماراتي.
سأكون حذرا في الصفقتين أو في قنبلتي النابالم حتى ينتهي أمر زاكيروني اليوم، وأمر أجوجو غدا الأحد وهو الموعد الذي قيل إنه سيصل فيه للقاهرة للخضوع للكشف الطبي.
وتحت هذا الحذر أضع خطوطا بارزة، ثم اتجاوزه مؤكدا أن هذا النوع من النابالم الذي استخدمه ممدوح عباس جاء صادما للطرف الآخر الذي عبأ مواسيره بالنبالم أيضا.
ويبدو أننا نقترب من دوري يعتمد قطباه على هذا السلاح الفتاك.. وفي النهاية فان الغلبة ستتحق لمن يملك عقلا مصريا مثل عقل البطل المهندس أحمد مأمون الذي أنهى اسطورة مواسير النابالم الاسرائيلية فتحقق عبور البواسل بأمان كامل.