صفقة هاني سعيد 'فيلم هندي' .. لم يكمل الأهلي إخراجه!

الألماني هولمان يتابع
تدريبات الزمالك في المعسكر

انتهي 'الفيلم الهندي' الذي لعب بطولته هاني سعيد ليبرو المنتخب الوطني.. وبسهولة وقع علي عقد جديد مع الزمالك لمدة 3 سنوات، بنفس السهولة التي خطف بها العقد القديم. وترك الناس مندهشة من هذا اللاعب الذي بدأ مشواره الكروي بهروب من النادي الاهلي وهو ناشيء، ووقتها لم يكن بحجم وتأثير ونجومية عصام الحضري فاعتبر ناديه الهروب شقاوة عيل والعيال احباب الله لايمكنم ان تلتقي براءتهم باوصاف وطباع الخيانة والغدر..
ذهب هاني الي ايطاليا واحترف هناك سرا وقت ان كان الانتماء وقتها له قيمة. ولم يكن قد امضي مع الفريق الاول سوي عدة اشهر في موسم 97 ..98 لم يهتم احد بمتابعته وهو يلعب لفريق باري الايطالي لمراحل سنية صغيرة ويستمر معه حتي ..2003 ينتقل بعدها الي فريق ميسينا الايطالي ايضا من 2003 الي ..2005 ثم الي فيورينتينا موسم 2005/2006 وتعرض طموحه الي 'هزة' فانتقل الي نادي مونس البلجيكي موسم 2006/.2007
عاش هاني سعيد رحلة احتراف صقلت خبرته لكنها لم تكن براقة بحيث تلفت الانظار في مصر.. وان تحسب له خوض تجربته الاحترافية في وقت كان يعز فيه الاحتراف.. وعندما قرر العودة الي مصر لم يكن جاذبا لانتباه الاندية الكبيرة رغم انه كارن لاعبا اساسيا في المنتخب الاوليمبي واذكر انني رافقت هذا المنتخب في لقاء مع نظيره المغربي بالرباط.. وكان الكابتن المحترم المدرب الكفء عبدالعزيز عبدالشافي هو المدير الفني.. ولم يكن احد يعجبه تمرد اللاعب علي اوامر بسيطة وتافهة مثلا في نوعية الاطعمة.. فكان يجلس في المطعم ويشرب خلسة المياه الغازية التي كان يحرمها الجهاز الفني.
لم يكن هاني يأتي بتصرفات مشينة او سلوكيات خارجة ولا اتذكر حتي لا اظلمه أنه كان مع ابراهيم سعيد ومحمد عبدالمنصف عندما تركا فندق الاقامة وقضيا الليل كله في سهرة خارجية وعادا صباحا ليجدا المهندس عدلي القيعي تكاد رأسه تنفجر وكان رئيسا للبعثة لم يتردد في توقيع عقوبات مشددة..
عودة بعد ترحال
عموما .. احب اللاعب 'الترحال'.. واراد أن يعود الي مصر في هدنة قصيرة مع الاحتراف.. وتغير الي حد ما تفكيره مثل المحترفين الذين لايتقيدون كثيرا بالتجربة المصرية العجيبة في الاحتراف.. ولم يكن يهمه مثل اي لاعب مصري أن يكون لاعبا في أهم ناديين الاهلي والزمالك.. لعب للمصري البورسعيدي واستقر في الاسماعيلي الضلع الثالث للكرة المصرية.. وعلي حد قول مسئولي الزمالك كان مطروحا ومعروضا بأقل سعر في بداية عودته الي مصر.. ودائما كان التردد ينتهي بقرار عدم التعاقد.
وحقق هاني نقلة نوعية مع حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب بالتحديد. وعبر عن قدراته العالية في بطولتي كأس الامم عامي 2006 و..2008 واعتبره الخبراء افضل ليبرو في افريقيا وان كانت معظم الفرق الافريقية لاتلعب بالليبرو. اثار الاعجاب بقدرته العالية علي تجنب الاخطاء الشخصية في مركزه الحساس والتصرف في الكرة بسلاسة حتي في المواقف الصعبة..
بداية الالتفات للاعب
وبعد كأس الامم الافريقية 'غانا 2008' بدأ الاهلي والزمالك يهتمامن باللاعب ويتعجبان انهما لم يفكرا فيه جديا منذ ان عاد من اوروبا.. وفي البداية استقبل اللاعب رغبة الناديين بفتور، وقرأنا تصريحات له بدت متناقضة.. مرة يقول ان الاهلي ليس في حساباته ولايريد ان يعود اليه ويتعب نفسه مع حياة مانويل جوزيه القاسية.. ومرة يقول ان الاهلي بيته ولكنه لايمانع في الانضمام للزمالك لانه رجل مخضرم في الاحتراف.. ومرة يتعهد لمسئولي الاسماعيلي بأنه باق ومستمر وسوف يجدد مثلما قال لمحمد عبدالمنصف بعد خطف العقود القديمة.. لاتنزعج يا أوسه انا جاي معاك النادي..
ورغم طبيعته المتمردة الباحثة عن الافضل ماديا وفنيا الا أنه لعب باخلاص واستقرار في الاسماعيلي.. لكنه لم يكن مستعدا ان يتحمل فريقا جار عليه الزمن واصبح نهبا للاهلي والزمالك.. ونهبا للمنافقين من ابناء المدينة الذين يريدون 'الشو' الاعلامي بلا ثمن ولايفكرون الا في مصالحهم الخاصة..
وداعا للانتماء
لم يعد اللاعبون ومنهم هاني طبعا يعنيهم كثيرا الانتماءات. ومثله مثل الآخرين.. سوف يقولون امام كاميرات التليفزيون والصحفيين انهم حققوا حلم حياتهم بارتداء الفانلة الحمراء او البيضاء.. هم صحيح يفضلون ناديا عن الآخر لكن لخدمة مصالحهم اولا.. ومن يدفع اكثر يقفون له تحت الطلب.. وهم بقصد او دون قصد جعلوا انفسهم محور الكرة المصرية وهم لايستحقون ان يكونوا ذلك.. لا احد يقف امامهم في الاندية الكبيرة وفي اتحاد الكرة..
ومن المؤكد ان هاني سعيد كان يريد أن يذهب الي الاهلي.. لكن طبيعته قالت له وما يضير الانضمام للزمالك وعندما ذهب يوقع العقود كان ثمن الانضمام لناد تعصف به الانتخابات والمشاكل لابد أن يكون كبيرا.. وفوجيء عند عرض طلباته المبالغ فيها بأن المفاوض مسئول الزمالك وافق.. في نفس الوقت الذي اتصل به علي الطرف الآخر احد الكبار في الاهلي ووجد ان الثمن هنا اكبر.. وكان سهلا ان يبحث عن ذريعة لترك المكان..
بداية المشكلة
وترك المكان.. ومن هنا بدأت المشكلة العجيبة بعد ان كان قد احتك بقسوة رئيس الزمالك وهو يعترض بحدة علي طلبه بوضع شرط جزائي يتيح له الرحيل بعد السنة الاولي.. وتحولت المشكلة العجيبة الي فيلم هندي ولم نصدق كل حكاية محمد عبدالمنصف عن السيارة التي لاحقت سيارته والعقود المخطوفة التي ألقاها الخاطف من الشباك ليحرقها زملاؤه ويبتسم هاني سعيد لعبدالمنصف الذي 'لطم' الخدود علي شكله البايخ امام مسئولي النادي.. ابتسم له وقال له ياراجل لاتقلق انا جاي معاك.. ربما لم يكن هاني يريد الافلات تماما من الزمالك واراد فقط المزيد من المزايدة مادام الاهلي قد رفع السعر.
تحولت العلاقة الي 'قرف' متبادل بين الزمالك وهاني سعيد.. هو لايريد اللعب ابدا في هذا النادي الذي رأي منه في ساعات او ايام مالم يره من قبل.. والنادي لايريد هذا اللاعب 'المتلاعب' الذي حجز عدة مواعيد للاجتماع وكان يخلفها.. لكن الحرب مع الاهلي وظروف الانتخابات لاتسمح بالتفريط في موقف.
رغم كل هذا 'القرف' جلس الطرفان وكل منهما يسد انفه، لان القضية اصبحت اكبر من أن تستمر مشكلة ربما تعرض مجالس ادارة الناديين واتحاد الكرة للخطر.. تنوعت وتشعبت الضغوط ووجد اللاعب نفسه 'معصورا' مثل عود القصب. ولايعرف رأسه من رجليه، فما يسمعه من الاهلي غير الذي يسمعه من الزمالك.. وكان لابد ان يثق في طرف ثالث يقول له كلاما محايدا. وفي الوقت الذي تشدد فيه الزمالك بعد قرار اتحاد الكرة، ظل الاهلي يقول انه ليس طرفا.. وطبعا هذه 'نكتة'.. واعجبني تعليق لأحد الاشخاص في احد المواقع الالكترونية يقول فيه ان الاهلي في كل الصفقات يقول انه ليس طرفا ويظهر بعد ذلك انه كان طرفا اصيلا.. ويخشي هذا الشخص ان يقول الاهلي انه ليس طرفا في مباراة القمة مع الزمالك..
العين الحمراء
ومن حق الاهلي كناد كبير ان يستثمر استقراره وبطولاته ويكون طرفا في اي صفقة تعني نجما كبيرا.. ومن حق الزمالك ان يحاول في ظل ظروفه الصعبة التي تدفعه احيانا الي المبالغة في دفع الاموال.. وهما يتصارعان منذ قديم الازل ويستقويان علي الجميع.. لكن عندما تظهر العين الحمراء من الاقوي منهم يستديران فورا.. ولا أدعي أنني اعرف ما اذا كانت قضية هاني سعيد حدث فيها استدارة وظهرت فيها أعين حمراء، ام ان حل المشكلة جاء تطوعا من طرفين ليفوز الطرف الثالث بالصفقة.. والمحصلة ان اللاعب استدار 180 درجة اكثر من مرة.. وهنا مصدر اندهاش الناس وتساؤلهم عن سبب تغيير المواقف الي هذه الدرجة.. ان يكون هناك شرط جزائي بسبب الأزمة ثم لايكون هناك شرط جزائي علي الاطلاق.. لم يكن هناك حل وسط في مسألة الشرط الجزائي.. إلا اذا صدقنا من قال ان هناك 'ملحقا' مع العقد فيه تفاصيل الشروط الجزائية.. لكن علينا في النهاية ان نصدق تصريحات احمد توفيق حافظ وطارق يحيي بأن العقد خال من الشروط.. وفي نفس الوقت نحتفظ بالدهشة من هذا الفيلم الهندي الذي لم يكمل الاهلي اخراجه..
هذا الفيلم الهندي تعلمنا منه الكثير وتأكدنا ان الرياضة المصرية المشتبكة مع نفسها تحتاج الي اعادة نظر وجدية كاملة في ذلك.. وربما يكون نقطة انطلاق الي تعديلات جوهرية علي لوائح الانتقالات حتي لايستمر المهندسون والاطباء والكباتن 'يسبلون' اعينهم للناس وهم يحملون لهم الخناجر في جيوبهم ويمكن حسب رؤية المجلس القومي للرياضة أن تجمع بين مكانة الاهلي والزمالك وحماية الاندية الاخري.
أخبار بيضاء

يتدرب فريق الكرة اليوم بالملعب الفرعي لاستاد القاهرة في آخر مرحلة من مراحل الاستعداد للقاء الاهلي يوم الاحد القادم في بداية منافسات دور الثمانية لدوري رابطة الابطال الافريقي.
مازال الجهاز الفني يعيش حالة قلق من اصابات جمال حمزة ومحمود فتح الله واحمد غانم.. وطبيب الفريق يسابق الزمن لكي يلحق هؤلاء اللاعبون بالمباراة.
تسلم الزمالك الاستغناء الخاص بالنجم الغاني اجوجو وتم تسجيله في القيد الثاني محليا.
انضم هاني سعيد لمعسكر الفريق امس وبدأ التدريب.. لكن لم يتحدد موقفه من المشاركة في لقاء الاهلي.. واشار طارق يحيي إلي ان احتمالات مشاركته قليلة لكنها موجودة.. فهو لم يتدرب منذ فترة طويلة مثل حالة عمرو زكي.
سوف يتم قيد اجوجو وايمن عبدالعزيز وهاني سعيد افريقيا ورغم الاعلان عن ضم اسامة حسن الي هذا الثلاثي إلا ان الباب مازال مفتوحا للتفكير في علاء كمال.
يعقد مجلس ادارة النادي اجتماعا مهما اليوم لبحث امكانية تنفيذ احكام القضاء بعودة الموقوفين