أكل العيش قدر ونصيب.. هذا الكلام ينطبق علي محمد حلمي المدرب العام ومدير الكرة بنادي الزمالك وزميله طارق يحيي الذي تولي المهمة من بعده بعدما قدم استقالته.
كانت المفاجأة المدوية أن اتصل بي محمد حلمي حزينا مهموما لأن جماهير الزمالك غضبت منه لتقديمه الاستقالة في توقيت قاتل قبل مباراة الأهلي بعشرة أيام وهو ما نفاه حلمي تماما وقال إنه لم يستقل من منصبه ولم تتم إقالته حتي لا يظن البعض أن المجلس أقاله.
قال حلمي إنه غير صحيح بالمرة قد اختلف مع المدرب الألماني هولمان.. وغير صحيح أنه طلب تقسيم الاختصاصات بينه وبين المدير الفني.. وغير صحيح أنه هو الذي طلب استبعاد بشير التابعي وطارق السيد.. والمسألة لعبت الأقدار فيها دورها فيما حدث!!.
قال محمد حلمي إنه التقي بهاني سعيد واتفق معه علي أن ينتظم في التدريب وأنه سيأتي مع صديق عمره محمد عبدالمنصف لترتيب كل شيء لكنه طلب بعض التعديلات فاتصلت بالمهندس ممدوح عباس رئيس النادي وكان تليفونه مغلقا فاتصلت بابنه أيمن الذي اتصل بوالده وطلب منا "هاني سعيد وأنا" الذهاب إلي منزله وهناك عرض هاني أن ينص أحد البنود علي أحقيته في الانتقال بعد العام الأول علي أن يدفع للزمالك 2 مليون دولار وهنا اعترض رئيس النادي وقال بل يحصل الزمالك علي 3 ملايين دولار لو تركته بعد العام الأول أولا لأن الزمالك ناد كبير ومن سيخرج منه سيكون ثمنه عاليا.. ثم ان ترك النادي بعد عام واحد قد يحرجنا مع الجماهير خاصة أن هاني سعيد من المتوقع أن ينجح ويتألق في الزمالك ويساهم في إحرازه العديد من البطولات!!.
تمسك كل طرف بموقفه.. عباس يطلب 3 ملايين وهاني يوافق علي 2 مليون وأراد محمد حلمي أن يقرب المسألة فاقترح أن يحصل الزمالك علي 2.5 مليون دولار في حالة انتقال هاني بعد العام الأول وهنا هب عباس واقفا وقال "إحنا مش في سوق الخضار"!!.
وترك المكان وهنا جاء ابنه أيمن وقال والدي لا يقصد سوي مزيد من التمسك بهاني وهو يطلب هذا الرقم حتي يبقي في نادي الزمالك.. فالمسألة ليست تجارة "مكسب وخسارة".
انصرف حلمي وسعيد من منزل ممدوح عباس وذهب حلمي إلي معسكر الفريق بمدينة الإنتاج وأخذ حقيبة ملابسه ليستبدل ملابسه بملابس أخري ونام ليلته في منزله وفوجيء بمن يطلقون شائعة في المعسكر أنه قدم استقالته وتم تعيين طارق يحيي بدلا منه فاتصل به طارق يحيي يستفسر عما حدث وقال له إنه سيسافر غدا "الخميس" مع أحمد عبدالحليم لتدريب الوحدة الإماراتي فقال له سافر بالسلامة أنا عائد إلي الفندق لاستكمال العمل لكنه فوجيء بمن يبلغه أنه تم استدعاء طارق يحيي لتسلم العمل نظرا لاستقالته: هذه هي الحقيقة!!.