تمخض جبل المفاوضات.. فولد هولمان

الزمالك في الانتخابات .. دعاية وادعاءات متابعة: إبراهيم ربيع

هولمان

في أجواء الانتخابات بنادي الزمالك يختلط الصدق بالكذب.. وتتداخل الدعاية بالادعاءات .. ويستهلك المرشحون أكبر قدر ممكن من اللغة العربية الثرية بالمرادفات .. ليبدو ابناء النادي كمن يتبارزون في ندوة شعرية يتبادلون القصائد الرائجة منذ قديم الازل في كل انتخابات الأندية المصرية.. فهم الذين سينقذون النادي وهم الذين تفتق ذهنهم عن الحلول الحاسمة السريعة لمشاكل قديمة مزمنة .. رغم ان مايقدمونه فيما يسمي بالبرامج الانتخابية هو نفسه الذي قدمه نفس الاشخاص في انتخابات سابقة وهو نفسه الذي قدمه مرشحون مختلفون في اندية أخري..
هناك عدم ثقة بين المرشحين والجمعية العمومية .. الأعضاء لايصدقون مايسمعونه ويقرأونه .. إما لأنهم لايرتاحون للمرشحين لأنهم وجوه قديمة تاجروا بهذا الكلام من قبل .. يقولون ان النادي يمكن ان يصرف علي نفسه ولاينتظر حسنة الأغنياء وهم اول من فشلوا من قبل في تربية النادي علي ان يصرف علي نفسه ويريدون ان يكرروا المحاولة مرة أخري دون ان يقولوا لنا كيف وماذا تغير في عقولهم حتي يستطيعوا تغيير النادي .. وإما لأن أعلي سقف لطموحاتهم ان يصبح النادي مقهي ظريفا ومراجيح يلعب بها الأطفال وحدائق تغير فيها الأسرة الجو ورحلات رخيصة الي الشواطيء.. أما الفرق الرياضية والبطولات فهي شأن خارجي يخص الملايين من جمهور الدرجة الثالثة..
إذن الخلط واضح ورسمي بين دعاية المرشحين لأنفسهم وادعاءاتهم بامتلاك قدرات غير عادية .. ومن بينهم مرشحون يملكون فكرا وصدقا في الانتماء واخلاقا ونزاهة لكنهم يفتقدون للأرضية الاعلامية .. مثل مرشحي الرئاسة الأربعة الذين يعتقدون أن الجمعية العمومية يمكن ان تقتنع بأنهم البديل المتاح امامهم للتخلص من الوجوه القديمة وأن المسألة لاتحتاج سوي الوقت والإلحاح في الإقناع بأن ممدوح عباس واسماعيل سليم والمندوه الحسيني وجوه جربت 'ومعرفتش' وربما نحن نعرف .. ومشكلتهم ان الاعلام لايثق فيهم وغير مستعد للاستماع اليهم أو منحهم مساحات للتعبير عن أنفسهم لأنهم في نهاية الأمر لم يجتازوا بعد مرحلة التعارف علي الجمعية العمومية والرأي العام ولذلك فإن موقفهم صعب حتي لو امتلكوا كفاءة لا نعرفها وامتلكوا ايضا وجهة نظر وجيهة ومنطقية بأن من جرب شيئا ولم يعجبه فلماذا يجربه مرة اخري..
وبعد ان تقدم سبعة لمنصب الرئاسة و36 لمقاعد العضوية .. تكون الانتخابات هي الأكبر في تاريخ النادي من ناحية العدد .. وبالتوازي والتساوي سوف تكون الأكبر في القوة والسخونة وربما الانفلات.. وشدد مجلس الادارة في اجتماعه الأخير اول أمس علي ضرورة تكثيف التواجد الامني لتجنب الانفلات وهو أهم طلب .. وتعهد بالعدالة بين المرشحين في حرية الدعاية وعقد الندوات .. وهذا مطلب رئيسي لكل المرشحين الذين يتخوفون من سيطرة الإدارة الحالية علي حقوق الدعاية أو توجيهها لخدمة اغراضها الانتخابية خاصة في وضعها الحالي وهي تعيش في غرفة نوم الجمعية العمومية وتسيطر اداريا علي القطاعات المختلفة داخل النادي بينما المرشحون الاخرون يعيشون في حديقة المنزل لايعرفون ماذا يحدث في غرفة النوم والغرف الاخري الخاصة جدا..
وفي حقيقة الأمر انتخابات الأندية لها وضع خاص .. وتحكمها المصالح الخاصة إلا من حالات نادرة عندما تجد الجمعية العمومية رمزا بارزا أو شخصية عامة جاءت وسمعتها معها .. وفي حالة الزمالك لو اقيمت الانتخابات اليوم فسوف تكون نتائجها طبق الأصل لو جرت بعد شهر او اثنين أو ثلاثة .. وأذا اراد مرشح تغيير موقف الجمعية العمومية فعليه أن يجلس مع كل عضو يناقشه لمدة ساعة ربما ينتزع منه تعاطفا وهذا مستحيل تنفيذه .. أما التعويل أو الرهان علي الدعاية العامة واللافتات والصراخ في الميكروفونات فهي تضييع للوقت والأموال ..
والكثير من المرشحين ربما يفهمون ذلك وتتجه خبرتهم الانتخابية الي مخاطبة الجمعية العمومية خارج النادي .. وهنا يبرز دور رأس المال الذي يعتبر السلاح الرئيسي في حالة تقارب مستوي المنافسة .. والمرشحون ثلاثة أنواع .. الأول غني جدا بما فيه الكفاية ليصرف كما يشاء ويفرط في أي مبلغ من جيبه الخاص .. والثاني لايملك اموالا لكنه يعتمد علي مساندة الأغنياء المستعدين للمساندة بالفعل لكنهم غير مستعدين للصرف كما يشاء المرشح الذي عليه أن يصرف من جيب الآخرين.. والنوع الثالث لاهو غني ولاهو يملك مساندة الأغنياء وهي نوعية اما انها لاتحتاج المال لقوة علاقتها بالجمعية العمومية وأما انها تتوهم القدرة علي المكسب بدون اموال ولا علاقة جيدة بالأعضاء وترشح نفسها طلبا فقط للشهرة..
وتبدو الخريطة واضحة والقوائم محددة ولا معلومات جديدة فيها سوي حالة واحدة هي الموقع الذي اختاره كل من عزمي مجاهد وياسر إدريس .. هل الاثنان مع المندوه الحسيني أم مع إسماعيل سليم .. وهل عزمي مجاهد بالتحديد مع المندوه ام سليم ام ممدوح عباس .. وهل يتعمد الاثنان هذا الغموض ام ان موقفهما في الاختيار حرج .. وهل هذا لصالحهما ام ضدهما .

جندية لا يعرف!!

ولم تخل الأجواء من بعض الهوامش المثيرة كان أبرزها أمس اكتشاف ورقة 'مزيلة' بتوقيع مدير مديرية الشباب والرياضة بالجيزة علي جندية باسم هاني العتال المرشح لعضوية مجلس الإدارة.. ثبت بعد ذلك انها ورقة غير سليمة قانونا.. خرجت هذه المعلومات من مسئولين بالمجلس القومي للرياضة الذين اشاروا إلي ان المديرية تحقق في هذه الواقعة وسوف يتم صدور قرار نهائي بشأنها صباح اليوم وبالاتصال بعلي جندية جاءت ردوده بعصبية وبكلمة واحدة 'مش عارف.. ومين اللي قال كدة'!!
ويجب ألا ننسي أهم الأسلحة التي تنتظر في مخابئها الي اليوم الأخير .. الخيانة .. هي السلاح الأكثر حسما في المعارك الصعبة التي تشتد فيها المواجهة وتلتحم فيها القوات ولا نعرف متي يتم استخدامه .. وآخر انتخابات في الزمالك شهدت استخدام هذا السلاح بكفاءة عالية .. فهل استخدامه المرة القادمة قابلا للتكرار ؟.. ربما..
وعلي هامش الانتخابات يعود فريق الكرة الي التدريبات اليوم لبدء فترة الإعداد للموسم الجديد الذي ستكون انطلاقته مثيرة بلقاء الأهلي يوم 18 يوليو القادم في البطولة الإفريقية.. وتمخض جبل المفاوضات في الزمالك عن الالماني هولمان المرشح الان لقيادة الفريق بعد ان كان المخاض ينبيء بزاكاروني وزيكو وهنري ميشيل وفينجادا.. كانت لهولمان تجربة مع النادي الاهلي .. وبالطبع لايمكن القياس عليها لأن الاهلي يفوز بأي مدرب ولم يكشف هولمان وقتها عن قدرات تدريبية غير عادية مثلما الحال مع مانويل جوزيه الان.. ومن المفترض ان يصل المدرب الان ليلحق بالمعسكر الشاطئي الذي جاء بديلا للمعسكر الأوروبي .
وقبل التدريب تسعي الادارة الي انهاء الصفقات المعلقة مثل محمد عبد الشافي لاعب المحلة وحسين علي لاعب بتروجيت وسيري ديه الافواري الذي وقع وقبض الاموال واختفي .. وأيضا حسم أمور داخلية في الفريق مثل الموقف النهائي والرسمي لحازم امام كابتن الفريق من الاعتزال.. والتجديد لجمال حمزة وعبد الواحد السيد ومحمد ابو العلا .. واتمام اعارة المهاجم عمرو زكي الي نادي ويجان الإنجليزي بعد الموافقة النهائية علي احترافه عقب سحبه للشكوي التي قدمها لاتحاد الكرة ضد النادي..
وكان مجلس الادارة قد قرر إعادة تعيين احمد عبد الله مديرا لشئون اللاعبين .. وأيضا إعادة د. مصطفي المنيري طبيبا للفريق ولانعرف لماذا رحل الاثنان ولماذا عادا ..
أين أجوجو؟!
امتد الغموض من صفقة سيري ديه الافواري الي صفقة اجوجو الغاني وتضاربت الانباء حول توقيعه من عدمه.. فهل طار هو الآخر من الزمالك؟! يبدو أنه طار!!