خدوا" العبرة والعظة من كمال درويش ومرسي عطا الله.. بعد أن ضربا المثل وقدما القدوة في كيفية الحفاظ علي سمعة صرح شهد لكليهما أولي خطوات التألق والنجومية.. الأول في التدريب والإدارة الرياضية والثاني في تقديم أفضل المنابر الإعلامية حينذاك ألا وهو مجلتا الزمالك والزملكاوية.. أحجم الاثنان معا عن الترشيح.. مؤثرين مصلحة النادي وسمعته علي مصلحتهما الشخصية في الوقت الذي تقدم فيه الخبيث والطيب دون سند من الأرضية الجماهيرية أو المقدرة علي العطاء لدرجة أن عدد المرشحين سواء في الرئاسة أو العضوية فاق كل تصور.. فلم يسبق لأي من الأندية حتي الساحات الشعبية ولا حتي مركز شباب ميت عقبة أو مركز شباب كفر البطيخ أن شهدا مثل هذا العدد.. معظمهم ساع وراء شهرة زائفة.. فهناك قائمة تطول من الأصفار لا قيمة لهم ولا وزن.. هدفهم الوحيد نشر أسمائهم في الصحف وترديدها في وسائل الإعلام غير مدركين أن شهرتهم الساعين إليها.. مثلها مثل شهرة توربيني العصر أو سفاح زمان ولكن فعلة الدكتور كمال درويش والأخ الفاضل الأستاذ مرسي عطا الله.. أعادت للأذهان فعلة الزمن الجميل وتصرفات الساعين لمصلحة النادي.. لا الساعين خلف الكاميرات.. حتي قبيل إعلان قرارهما بالإحجام.. سئل الدكتور كمال عن موقفه فكانت الإجابة.. إذا نزل مرسي عطا الله فلن أتقدم.. ليس شعورا بعجز لا قدر الله أو عدم مقدرة علي العطاء ولكن لإيثار مصلحة النادي وأنه أخذ فرصته وجاء اليوم ليعلن عن ترك الفرصة لاسم غير مستهلك وشخصية قادرة علي إثراء المسيرة.. معني لا يدركه أي من دخلاء هذا الزمان الذين هرولوا بأوراقهم للترشيح.. لن يأخذوا أصواتا تزيد علي تكلفة حبر وورق الترشيح ويا خسارة الورق ولكن الخسارة أكبر للزمالك بعد أن هان علي الجميع فأراد أن يتقدم المسيرة كل من هب ودب.. وجدوا ضالتهم في الزمالك.. وأصبح كل غاوي شهرة أن يركب الموجة وإن كان في قلوبهم ذرة واحدة من الإدراك العقلي.. لما فعلوها.. ولو كان في أعماقهم ذرة حب واحدة لأسرعوا في سحب أوراقهم وترك فرصة المنافسة لمن يستحق من الأبناء الحقيقيين.. عليهم أن يدركوا أن انتخابات الزمالك ولا سمعة الزمالك لعبة أو حتي "شخشيخة" في أيدي الأطفال.. فالزمالك أكبر من ذلك.. والمقدرة علي تحمل المسئولية وإثراء المسيرة.. المفروض تسمية المرشحين.. ليس بافتعال المشاكل والأزمات ولكن بإنكار الذات.. والتاريخ ثري فقد حظي الحب زمان رجل عظيم مخلد في صفحات الأبيض ألا وهو أحمد شوقي رحمه الله حينما تنازل عن رئاسة الزمالك للمليونير علوي الجزار لمقدرة الأخير علي الصرف والإنفاق ومن قبلهما أبورجيلة مضرب الأمثال في العطاء حينما كان يحجم طابورا طويلا من العظماء بعدم مجرد اقتران الاسم بأبورجيلة ومن بعدهما المرحومان حسن عامر وحسن حلمي الأول رئيسا للنادي وظل الثاني في منصب السكرتير ثقة في مقدرة الأول الإدارية في قيادة النادي وإحداث الطفرة وإحجام الآخرين عن منافسة حلمي في منصبه لمقدرة فنية علي إحداث الثورة الرياضية.. فكانت الثمار أرض حمام السباحة الذي نجح حسن عامر في إقناع الأوقاف لبيعها وداخل الملعب قائمة تطول من الانتصارات وتغني الجماهير بشعار "زمالك.. يا مدرسة" وقهر أبطال أوروبا من الفرق الأجنبية.. أسماؤها تخض.. ثمار أساسها الحب لا التشهير بالصرح فجاء التصرف يثلج الصدور وجاء المثل والقدوة من مرسي عطا الله وكمال درويش وهذا ليس جديدا عليهما.. واستمرارا لتصرفهما الغالي.. يبقي إعلان موقفهما وتأييد إحدي الجبهات علنا أملا في عودة الأمجاد ولكن أحزاني تطول من إحجام شخصيات بمثابة الواجهة المشرفة والمقدرة علي العطاء.. شخصيات في حجم الدكتور محمد عامر والأخويين الغاليين أمين وطارق حسن عامر وعلي شاكر والابن الغالي حازم إمام.. ولكن يبقي قرار درويش وعطا الله المثل والقدوة ويا ريت اخوانا.. "يعتبروا".
الجمعة يونيو 20, 2008 10:37 am