| |
زاكيروني |
|
يضطر المدربون الذين يلعبون بأسلوب 4-4-2 إلى التحول لطريقة 4-4-1 حينما يخسرون لاعبا بسبب بطاقة حمراء¡ إلا أن فكرة جريئة من ألبرتو زاكيروني في موقف مشابه أعادت صياغة خطط الدوري الإيطالي في نهاية التسعينات¡ وتجعله الآن أفضل الخيارات المتاحة أمام الزمالك الساعي لبناء فريق جديد.
ففي موسم 1996-1997 حينما كان زاكيروني مدربا لأودينيزي¡ تعرض الرجل لموقف حرج حينما تلقى أحد مدافعيه بطاقة حمراء في الدقيقة الثالثة من مباراته مع يوفنتوس على أرض الأخير¡ وتوقع الجميع أن يضحي الرجل بأحد مهاجميه في سبيل الخروج بأفضل النتائج أمام يوفي الذي كان يتصدر الترتيب في ذلك الوقت.
ولكن زاكيروني قرر اتخاذ أقصى درجات المغامرة فتحول إلى 3-4-2 محققا فوزا صاعقا على يوفنتوس بثلاثة أهداف نظيفة. وطبق الرجل طريقة 3-4-3 مرة أخرى في المباراة التالية وكانت أمام بارما الذي يحتل المركز الثاني في الجدول واستطاع تحقيق الفوز أيضا.
"بعد هاتين المباراتين بدأ زاكيروني وجهازه المعاون في الإيمان بفكرة الاعتماد على ثلاثة لاعبين في الدفاع ومن ثم تطبيق طريقة 3-4-3 بصورة دائمة" وفقا للمحلل الإيطالي الشهير ماسيمو لوتشيسي.
ويشرح لوتشيسي في كتاب قيم عن تكتيكات كرة القدم بعنوان "التدريب بطريقة 3-4-1-2 وطريقة 4-2-3-1" الأثر الكبير الذي تركته فكرة زاكيروني الجريئة على الخطط المتبعة في الدوري الإيطالي لفترة ليست قصيرة.
وأضاف لوتشيسي "في السنوات التالية¡ ولاسيما في موسم 99-2000 (الذي أعقب فوز ميلان بالدروي تحت قيادة زاكيروني الذي واصل اللعب بثلاثة مدافعين) تبني كثير من المدربين اللعب بثلاثة مدافعين ولكنهم أدخلوا تعديلا بسيطا على خطة زاكيروني باللعب بصانع ألعاب ومهاجمين بدلا من ثلاثة مهاجمين صرحاء".
وبعيدا عن الشق الهجومي للخطة¡ فإن مجرد إيمان زاكيروني باللعب بثلاثة مدافعين يعني أنه ربما يكون الحل للمعادلة الصعبة التي تحير الأندية المحلية منذ سنوات: التعاقد مع مدرب عالمي¡ يطبق تكتيك متطور .. وألا يطلب من المصريين أداء طريقة 4-4-2!
وكانت 4-4-2 تمثل الكابوس الأكبر للفرق المصرية والمدربين الأجانب الذين يفاجأون بلاعبيهم ورؤساء الأندية في بعض الأحيان يطلبون منهم عدم الاعتماد عليها والعودة إلى اللعب بثلاثة مدافعين. وربما يكون هنري ميشيل أقرب ضحايا هذا الأمر.
ولكن زاكيروني – 55 عاما - لم يتخل أبدا عن إيمانه باللعب بثلاثة مدافعين منذ تطبيقها مع أودينيزي للمرة الأولى إلى الآن.
| |
غلاف كتاب لوتشيسي الشهير |
|
وعلى الرغم من ابتعاد التوفيق عنه منذ الفوز بلقب الدوري مع ميلان عام 1999 سواء مع لاتسيو أو إنتر ميلان¡ فإن الرجل ربما يجد في مصر – في حال إتمام تعاقده مع الزمالك – أناسا يرحبون باللعب بثلاثة مدافعين أكثر من أي مكان آخر في العالم.
ولعل زاكيروني يكون الإيطالي الوحيد الذي يؤمن بهذه الطريقة على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه من خلالها أكثر من مدرب هولندي.
فأسطورة الكرة الهولندية يوهان كرويف فاز مع برشلونة بالدوري المحلي أربعة مواسم (91¡ 92¡ 93¡ 94) إضافة إلى دوري أبطال أوروبا عام 92 بثلاثة مدافعين.
وحقق لويس فان جال مع أياكس أمستردام إنجازا مشابها حينما انتزع لقب الدوري ثلاث مرات (94-95-96) ودوري أبطال أوروبا مرة عام 1995 بالطريقة نفسها.
من هو زاكيروني¿
لمع اسم زاكيروني في موسم 1997-1998 في أودينيزي الإيطالي¡ حينما قاد الفريق للحصول على المركز الثالث والذي أهلهم لكأس الاتحاد الأوروبي وفاز بجائزة أفضل مدرب في إيطاليا في الموسم نفسه.
جذبت نتائج زاكيروني القوية مع أودينيزي أنظار مسؤولي ميلان خاصة بعدما عانوا كثيرا خلال موسمين متتاليين¡ ليقودهم للفوز ببطولة الدوري لعام 1998- 1999 متفوقا على لاتسيو وفورنتينا.
ولكن الموسم التالي لزاكيروني مع ميلان لم يكن على القدر نفسه من النجاح¡ فخرج مبكراً من دوري أبطال أوروبا وأنهى الدوري في المركز الثالث.
وانتهى شهر العسل بين زاكيروني وميلان في خريف 2001 حينما ودع دوري الأبطال أمام باريس سان جيرمان الفرنسي.
تولي زاكيروني بعدها تدريب لاتسيو عقب رحيل دينو زوف¡ ورغم البداية المتعثرة تمكن زكاروني من انهاء الموسم في المركز السادس¡ والذي أهل النادي الذي يتخذ من روما مقرا له لحجز مقعد في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي.
انتقل زاكيروني إلى إنتر ميلان في منتصف موسم 2003-2004 لإنقاذ الفريق بعد رحيل مدربه هيكتور كوبر ورغم الخروج أمام أرسنال من دوري أبطال أوروبا¡ فانه تمكن من الوصول بالفريق للمركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإيطالي¡ ليضمن لهم المشاركة في دوري أبطال أوروبا الموسم التالي.
تولى زاكيروني مسؤولية تورينو في سبتمبر 2006¡ وعلى الرغم من البداية القوية¡ فإن فريقه تلقى ست خسارات متتالية عجلت برحيله في فبراير 2007