الفارس النبيل لا يمتطي صهوة فرسه المجهز ليضرب بسيفه فارسا آخر مترجلا!
وما يفعله الأستاذ مرسي عطالله هذه الأيام لا هو فروسية ولا نبل ولا من شيم الفرسان!
إنه يطوع حصان الأهرام المسائي، بل وكل امكانيات مؤسسة الأهرام لخدمة وصوله إلى رئاسة "الزمالك".. بينما يمشي منافسوه الآخرون عراة حفاة في وجه هذا الزخم الاعلامي الذي يحيط بعمنا عطالله، وعلاقاته بمؤسسة الرئاسة التي أجلت التغييرات في الصحف الحكومية حتى نوفمبر القادم بدلا من يونيو الحالي من أجل عينيه ولتهيئة الفرصة له للاستفادة من منصبه الأهرامي للولوج إلى البيت الأبيض!
أرى أن الجمعية العمومية لن تتأثر بتعضيد مؤسسة الرئاسة لعمنا، أو بالمفتشر وبدلا من التعميم، بدعم الدكتور زكريا عزمي.
أنا أكره التجهيل والتعميم والهروب بالألغاز وأحب ذكر الأسماء صراحة وليذهب "ابن اسماعيل" وراء الشمس، إذا كانت الشمس موجودة أصلا ولم تركن إلى مغيبها وتسترح فيه!
زكريا عزمي هو صاحب المقولة الشهيرة "الفساد للركب" وله الكثير من الشعارات والأراء الجريئة التي جعلت البعض يقول عنه إنه الحزب المعارض في رئاسة الجمهورية، بل وأقوى حزب معارض في البلد، لكننا للأسف لم نسمع مرة أنه خرج من مناخ الشعارات والمقولات والتصريحات النارية إلى الواقع، فجفف منابع الفساد أو منع عنها الماء والنور!
العارفون بالبواطن يقولون إنه يتحمل الوزر الأكبر فيما حدث ويحدث للزمالك، وإنه وهو الزملكاوي الكبير يريد أن يحكم البيت الأبيض بالريموت كونترول من القصر الرئاسي!
ما نقرأه حاليا في الأهرام المسائي من حملات غير مباشرة تصب في صالح دعاية عمنا عطالله لنفسه، يشير بقوة إلى أنه مدعوم من البيت الكبير، وأخذ منه الضوء الأخضر!
ليس فقط الأهرام المسائي، بل تجنيده لعصام عبدالمنعم رئيس رابطة النقاد الرياضيين ليطلقهم على منافسيه، فيكتبون ما نقرأه هذه الأيام عن إهدار المال العام وتوريط المجلس المعين للمجالس القادمة في زاكيروني وأجوجو وربما محمد شوقي وغيرهم من الصفقات!
والله ما كنت يوما مع المجلس المعين ولن أكون، وما كنت يوما عباسيا ولن أكون، لكني من هؤلاء الذين يكتبون بلا أجندة، يعني لا يرميني الهوى على كوبري اسنا كما كان المطرب القديم يغني ولا على كوبري عباس!
هل المطلوب من المجلس المعين أو ممدوح عباس أن يناموا حتى تنتهي الانتخابات.. هل يجب أن يؤجلوا العمل حتى لا يتهموا بتوريط حكام الزمالك القادمين؟!
الحملة التي تشنها الأهرام المسائي على الصفقات الأخيرة تجعلنا نشك في نوايا أصحابها وأهدافهم وقوة من يحركهم. عطالله لا يملك الأهرام وهو مجرد موظف عام فيها، وهي مؤسسة من مال الشعب ولخدمة الشعب وليس لخدمة أهداف سيادته!
إذا أراد عطالله منازلة عباس ودرويش والمندوة الحسيني واسماعيل سليم فليهبط من برجه العاجي ويترجل مثلهم، ويطرح برنامجه الذي سيقود به البيت الأبيض خلال السنوات الأربع القادمة.
أما أن يحاربهم من فوق الأهرام مستغلا امكانياتها الجبارة، وأن يزعم الحفاظ على المال العام، فليقل ما هي بدائله لتلك الصفقات، وكيف سيستطيع منافسة الأهلي؟!
هل عنده بقية في وكالة الاعلانات يفعل بها ذلك؟!