الزمالك 'يفك العضلات'.. قبل النزول لملعب الانتخابات

وتظل انتخابات الزمالك حدثا رئيسيا حتي تنتهي المعركة المرتقبة يوم 25 يوليو.. والانتخابات الآن في مرحلة الاحماء والتسخين وفك العضلات في مواجهة جمهور الجمعية العمومية متقلب المزاج والمشاعر والذي تختلط فيه الاصوات لتشجيع هذا او ذاك قبل ان يصعد المرشحون الي حلبة المصارعة لاستخدام العضلات عمليا بالضرب فوق وتحت الحزام، وربما تجاوز ذلك إلي استخدام الكراسي والشوم والسنج.
الاجواء الانتخابية مشحونة وملتهبة وتنذر بالخطر لان كل المرشحين المتحملين لمنصب الرئاسة لا يثقون في نجاحهم ولا يعرفون حدود الخريطة داخل الجمعية العمومية بعد ان فك مرتضي منصور الرئيس السابق الكتل داخل النادي، وجاء بعده من اضاف المزيد من التفكيك ليصاب المرشحون بالعمي لا يرون لهم انصارا واضحين محددين.. وفي المقابل لا تري الجمعية العمومية مرشحين مفضلين لديها في اجواء غلبت عليها المصلحة الشخصية.. يفكر المرشح او كيف سيكسب وليس لديه برنامج واضح ولا مقدرة فعلية علي حل مشاكل كبيرة.. ولا يعنيه الان اين ستكون مصلحة النادي بدليل ان كثيرين اعترضوا علي مفاوضات الادارة الحالية مع مدربين ولاعبين بدعوي ان ذلك ممنوع بحكم اللوائح الجديدة التي تحظر علي اي ادارة التعاملات المالية قبل 6 اشهر من الانتخابات.
ورغم ما يتضمنه ذلك من وجاهة قانونية وحالة خاصة في الزمالك.. الا ان المرشحين المحتمل ان يكونوا قيادات داخل النادي لا يريدون صفقات ولا مدربين ولا دعما للفريق ويفضلون ان يستمر النادي علي حالته المتردية إلي ان ينجحوا ثم يزيدونه ترديا..
هل هؤلاء المرشحون المطالبون بوقف الصفقات يريدون فعلا مصلحة النادي، وما هو البديل امامهم اذا تم الالتزام باللائحة.. هل مثلا يؤجل اتحاد الكرة مواعيد القيد حتي ينتخب الزمالك ادارته ام تتضامن الاندية مع الزمالك وتؤجل موسم الانتقالات!
الزمالك يبدو 'دمية' يلعب بها المرشحون.. وكل مرشح يدعي انه المنقذ ولا يقول كيف سيكون المنقذ.. والاموال التي سوف ينفقها المرشحون لخدمة طموحاتهم وتعزيز مكانتهم الاجتماعية ومكانتهم المالية.. لو صرفوها علي النادي من باب 'الحب' الذي يتاجرون به لما وصل به الحال إلي هذا التردي.
لا يهم المرشح ان يقدم نفسه 'من أنا'.. والاهم عنده ان يتقدم ويتطوع ليقدم منافسه 'من هو'.. 'الاخر' عند المرشح لا يصلح وله سوابق في التربح والمتاجرة بالصفقات وادعاء التربوية والنصب والاحتيال والجهل.
وتسود الاجواء الانتخابية روح الخيانة والتخوين.. والخيانة أبرز الاسلحة الحاسمة للنتائج والتاريخ يؤكد ذلك.. المرشحون للرئاسة معروفون وواضحون.. اما لمرشحون للعضوية فهم ادوات استخدام سلاح الخيانة.. نري ونقرأ ونسمع عن اسماء في قائمتين وثلاث قوائم.. هل هم مترددون وحائرون ام يلعبون نفس اللعبة.. ينضمون لقائمة ويعملون لصالح قائمة اخري. والتوازن في المنافسة بين المرشحين للرئاسة وعدم بروز منافس علي آخر يجعل الاختيار صعبا امام الجمعية العمومية وعرضة للبيع والشراء وسيطرة الاغراءات والمنح والهدايا علي قرار الجمعية.. ولو ان للزمالك رموزا وحكماء حقيقيين لاستطاعوا انتزاع ثقة الجمعية العمومية واصبح لهم تأثير باعتبارهم بلا مصالح خاصة وبعيدين عن الساحة الانتخابية.. لكن هم غير ذلك.. هم داخل الساحة ولا يستطيعون الهروب منها وتراهم تلقائيا مع مرشح وضد آخر وهذا ضد حكمة الحكماء